
دكتور محمود سعد يكتب : اضطراب الشخصية الحدية "borderline personality disorder"
اضطراب الشخصية الحدية هو من الاضطرابات المنتشرة جدا فى الفترة الاخيرة، وانتشاره في الاناث اكثر من الذكور .
والأشخاص المصابين بهذا الاضطراب دائما ما يشعرون بالفراغ من الداخل، و دائما ما يشعرون بالملل و أنهم فارغين بلا أهمية أو بدون شىء هام يفعلوه رغم نجاح بعضهم الكبير .
و يتميز المصابون باضطراب الشخصية الحدية بتقلب المشاعر بطريقة سريعة، أحيانا يكونوا فى مزاج جيد و أوقات اخرى يكونوا فى حالة غضب وعنف شديد حتى على أقرب الناس لهم .
اضطراب الشخصية الحدية والحب
و رغم كونهم قريبين جدا و شديدي الارتباط بمن يحبونهم إلا أنهم فى نفس الوقت شديدى العنف تجاههم , و الأغرب أنهم لا يستطيعون الإستغناء عنهم رغم هذا العنف الشديد تجاههم , ونضرب هنا مثال بالبنت التى تكون فى غاية العنف مع والدتها و رغم ذلك دائما ما تقول "ده انا اموت لو سابتنى" و هو ما يخلق لديهم إحساس دائم بالخوف من أن يبتعد من يحبونهم عنهم .أعراض اضطراب الشخصية الحدية
تزيد مشاعر الغضب و الإحباط بشدة لديهم و تزيد أحيانا لدرجة لا يمكن تخيلها لدرجة قد تدفعهم للقيام بسلوكيات غير مرغوبة لكي يقل هذا الغضب مثل أنهم قد يقوموا بإيذاء أنفسهم أو التوجه إلى السجائر و المخدرات أو قد يتورطوا فى علاقات غير مناسبة .
إذن المشكلة الكبرى هنا أن الاشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية يكون لديهم ألم داخلى شديد ومستمر و لكي يقاوموا هذا الألم يقومون بسلوكيات غير مرغوبة وهذا يعرضهم لردود أفعال عنيفة من الأهل أو من المحيطين بهم من الأصدقاء و المعارف المقربين و هنا يصبح هؤلاء الأشخاص بين نارين , نار الألم الداخلى "مثل الفراغ وعدم الرضا عن النفس و عدم القبول و الغضب الشديد و الأحباط" و نار الألم الخارجى "مثل ردود الأفعال العنيفة من الأهل والمحيطين"
يملك مريض اضطراب الشخصية الحدية أيضا حالة من التمرد على كل شىء و على كل القواعد البديهية و على القيم والعادات أيضا يملك عدم قبول للواقع المحيط به وغياب الثقة فى الآخرين .
علاج اضطراب الشخصية الحدية :
علاج اَضطراب الشحصية الحدية
المشكلة الأكبر فى هذا النوع من الاضطرابات وحديثنا هنا عن اضطراب الشخصية الحدية هو أنه يحتاج إلى جلسات علاج مطولة للوصول إلى مرحلة الشفاء بسبب أن المشكلة تكون تكمن فى أعماق الشخصية و أنها تكون قد بدأت فى فترة مبكرة من حياة الشخص و يكون قد عانى و هو وحيدا طوال هذا الوقت من قلة إحترام لمشاعره أو أنة يكون غير مقدر من قبل الآخرين ويكون دائم الشعور بغياب من يمكن أن يتقبله أو من يمكن أن يشعر به و بما يعانى من ألم شديد غير محتمل .تكمن صعوبة العلاج أيضا فى أن هذا الشخص يكون قد تعرض لمواقف صعبة وصدمات متتالية لفترات طويلة إلا أن فرصة الشفاء كبيرة إذا بدأ العلاج مبكرا .
و رغم أنة أضطراب صعب العلاج كما قلنا إلا أنة غالبا ما يحدث للمصاب به تحسن ملحوظ بعد سن الأربعين لكنه وقتها يكون قد خسر كثيرا وفشل فى العديد من العلاقات الأجتماعية وقد يكون قد خسر عمله لعدة مرات وقد يخسر أيضا علاقته بكل من حوله لذا ينصح بالتوجه للعلاج سريعا و عدم ترك الأمور حتى تتفاقم .
الكاتب : دكتور محمود سعد
دكتوراه فى علم النفس الاكلينيكى - معالج معتمد من وزارة الصحة - أخصائى نفسى بمستشفى العباسية .
للمزيد و للتواصل مع الكاتب عبر "فيسبوك"
تعليقات
إرسال تعليق