نعيمة عاكف.. لم تتم دراستها ثم اتقنت ثلاث لغات وماتت بالسرطان
رغم وفاتها في سن صغير لا يتجاوز ال ٣٧ عاما إلا أن "لهاليبو" كما أشتهرت قد تركت في وجدان الجميع ذكري فنية لا تمحي بسهولة فقد مزجت الفن بالرقص والسينما بالاستعراض.
ولدت الفنانة نعيمة عاكف في ٧ أكتوبر عام ١٩٢٩ في مدينة طنطا حيث نشأت في سيرك يمتلكه والدها فوجدت نفسها منذ الصغر مطالبة بترويض حيواناته المفترسة فنجحت كما نجحت بعد ذلك في ترويض قلوب محبيها.
افلس سيرك والدها فانتقلت وهي في سن صغير إلي القاهرة فأهملت تعليمها ولم تكمله بسبب الفقر وتحولت حياتها الصاخبة فجأة إلي حالة من القلق والترقب لما هو قادم إلا أنها لم تستسلم.
ظهرت نعيمة عاكف لأول مرة في السينما عام ١٩٤٩ في فيلم "ست البيت" وكان من بطولة عماد حمدي وفاته حمامة وقدمت فيه استعراضا راقصا كان بوابتها للمرور إلي النجاح والنجومية.
جاءت فرصتها الحقيقية في فيلم "العيش والملح" في عام ١٩٤٩ أيضا والتي كانت سنة السعد بالنسبة إليها.
اختارها لبطولة فيلم "العيش والملح" المخرج الشهير حسين فوري ثم جمعت بينهما قصة حب وتزوجا في عام ١٩٥٣.
تقول الفنانة هند عاكف أبنة شقيق الفنانة الراحلة نعيمة عاكف في لقاء سابق لها "قدمت عمتي مع المخرج الكبير حسين فوزي ١٥ فيلما وكان يغير عليها بشدة ويرفض أن تمثل أفلام مع مخرجين غيره"
وأضافت"كانت عمتي ترغب في الانجاب وهو ما كان يرفضه المخرج حسين فوري والذي كان لديه بالفعل أبناء من زوجته السابقة فوقع بينهما الطلاق في عام ١٩٥٨ بعد خمس سنوات من الزواج وبعد عام كامل من الطلاق تزوجت المحاسب القانوني صلاح الدين عبد العليم وكانت قد تعرفت عليه عندما ذهبت إلى مكتبه لاستشارة قانونية بعدها أصبح المسؤول عن عقودها وارتباطاتها المالية وأنجبت منه أبنها الوحيد"
قدمت نعيمة عاكف بعد طلاقها ٦ أفلام فقط وكان ذلك بسبب اهتمامها بالجانب التعليمي حيث استعانت بمدرسي لغة عربية وفرنسية وإنجليزية وأجادت اللغات الثلاث بطلاقه رغم عدم إتمام دراستها في الطفولة وهو ما يوضح مدي الاصرار الذي كانت تملكة النجمة الراحلة.
في عام ١٩٥٨ حصلت علي جائزة أفضل راقصة في العالم بعد رحلة شهيرة إلي موسكو حيث قدمت ثلاث استعراضات راقصة نالت بهم هذا اللقب والذي جعل منها نجمة الاستعراض الأولي في العالم.
وعن مرضها وأيامها الاخيرة قالت الفنانة هند عاكف : "في فيلم أمير الدهاء، ظهر عليها المرض، بعد أن بدأ مرض السرطان في الانتشار بجسدها، ورغم ذلك خرجت من المستشفى، لتستكمل الفيلم الذي صممت استعراضاته بنفسها".
وعن فترة مرضها قالت: "اتعذبت في الفترة دي، في البداية لما لقت نفسها دايخة وتعبانة كانت متخيلة إنها حامل، وكانت بتتمنى تخلف بنت، وفي يوم كانت بتعمل للبنوتة فستان كروشيه، لكن بكرة الخيط فكت والفستان باظ، فتشاءمت جدًا".
واختتمت حديثها: "أخفى والدي مرضها عنها، حتى دخلت المستشفى، وبعدها أخبرها الأطباء أنها تعافت، فنظمت حفلة كبيرة، إلا أن المرض عاودها لترحل وهي لم تكمل الـ37 من عمرها".
تعليقات
إرسال تعليق