النداهة "قصة قصيرة"
هي أيضا ضحية مثلهم وتسعى للحرية والخلاص من أزمتها بكل إرادتها! مظلومة وملعونة بين الجميع جورا وظلما! الكل يعرفها باسم النداهة، الشيطانة التي تستدرج ضحاياها وتستغل صوتها الجميل وملامحها الفاتنة الساحرة لتفتك بهم.
نعم هى صاحبة تلك القصة الشهيرة فى الريف المصرى البسيط، أخيرا جاء الوقت لتحكي قصتها، ليعلم الجميع عظمتها ومأساتها، أخيرا سوف تصل رسالتها إلى الجميع عن طريق حبيبها.
هم لا يعرفوا عنها سوى أنها تظهر فى الليالى المظلمة وسط الحقول لتنادى على أحدهم بالاسم حتى يلبى النداء مسحورا فيختفى ويصبح مصيره مجهولا، ولكنهم لا يعرفوا قصتها الحقيقية وكيف أنها مجبرة على فعل هذا! لا يعرفوا انها الأكثر طيبة في عالم الشياطين وأنها إلي البشر أقرب في المشاعر الراقية والأحاسيس الإنسانية الغير مسبوقة التواجد فى عالم الجن والعفاريت، وكان هذا سرها الذي لا يعرفه البشر عنها، لقد لعنوها في عالمها بسبب رقة مشاعرها و محاولتها الدفاع عن البشر العاجزين ضحايا عالمها الموتور والدفاع عن حقهم في الحياة بسلام وسط أقرانهم من البشر بعيدا عن مكائد عالمها الشيطانى.
لقد دافعت عنهم بكل قوتها ورفضت تنفيذ تعليمات قادتها مرارا بترويع الأبرياء، حذروها كثيرا وهددوها مرارا إلا أنها لم تستمع إليهم رغم علمها بالعواقب، حبسوها حتى تعود إلى رشدها ولم تبالى، عذبوها ولم تلين، قتلوا احبائها وظلت تأبى حتى قرر أهل عالمها نفيها وللأبد الي عالم البشر الذي تنتمي إليه بمشاعرها.
نفوها وكبلوها بتلك الأصفاد التي تكبل جسدها وتمنعها من الحركة تماماً فأصبحت سجينة في عالم البشر في هذا المكان لا تستطيع إلا أن تنادي على من يمكنه أن يحاول تحريرها من هذا المصير التعس، إنها لا تنادي إلا علي سعداء الحظ الذين يبعث بهم القدر إليها فتجعل من نفسها خادمة مطيعة له، خادمة لمن يخرجها من هذا المعتقل الرهيب الذي فرضة عليه أهلها بسبب رفضها لسلوكهم الشيطاني وهي التي تمتلك قلبا كبيرا كالبشر حنونا يعشق بقوة ويرفض الإيذاء.
كم يؤلمها تحاشى البعض النظر فى عينيها خوفا منها، كم يعذبها تجاهل بعض قساة القلوب لندائها ورميهم للملح فى عينيها لقتلها وهى التى حاربت عالمها كله من أجلهم.
هل تذهب تضحياتها هباء وتصبح منبوذة للأبد فى عالمين؟
لا، لن يحدث لها هذا، سيأتى إليها فارسها الذي سوف ينتشلها من هذا الضياع وينصفها أمام الجميع، ياله من محظوظ من يحررها ثم يمتلك جمالها ورقتها وسحرها الأخاذ للأبد، ياله من محظوظ هذا الشخص الذي يقترب منها الآن.. الذى يسمع معاناتها وقصتها الحقيقية منها من دون البشر جميعا الذين يحسبون أنها لا تنطق إلا بإسم ضحيتها إلا هو يعلم كم تحبه وتحب الجميع ولذلك تناديه.
هيا اقترب أكثر، تنادي بإسمه بقوة، تطيل في النداء، تمد الحروف مدا وتتلاعب بصوتها ونغماته المثيرة لعبا حتى يرضخ إليها من اختارته وأختارها وأحبته وأحبها.
هاهو أخيرا يقترب منها بكل كيانة، من يحاول أن يحررها من أصفادها من ستكون خادمته للأبد.
تناديه وتطمئنه وتزين له مستقبله المليء بالسعادة معها كي يقترب منها أكثر وأكثر. هاهو يصل إليها مسحورا مبهورا بجمالها الأخاذ مستسلما لإرادتها خاضعا لأمرها مطيعا لما تطلب.
أخيرا أصبح بين يديها، تستنشق رائحته الطيبة فى إستمتاع و تحتضنه بكل قوة، ثم تردد وبكل سعادة وبصوت أجش بشع لا ينتمى الى عالمنا وملامح وجهها ينقلب بشكل مفاجيء إلي ملامحها الشيطانية الحقيقية
-أهلا بك أيها الأحمق
وتنطلق صرخة المسكين مدوية فيتقاذفها صدي الصوت بكل استمتاع .
أقرأ أيضًا:
تعليقات
إرسال تعليق