الانهيدونيا.. مزيد من الدراسات المبشرة حول العلاج
حددت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للطب النفسي آلية جديدة محتملة لعلاج الاكتئاب وانعدام التلذذ "الانهيدونيا".
الانهيدونيا باختصار هي فقدان القدرة على الإحساس بالمتعة وعدم القدرة على الإحساس بالسعادة من التجارب الممتعة والتي كانت محببة إلى النفس عادة وهو شعور قاسي ومزعج إلي أقصي حد.
هناك نوعان رئيسيان من مرض الانهيدونيا:
الانهيدونيا الاجتماعية: عندما لا يريد الشخص أن يمضي وقتًا ممتعًا مع الأشخاص الآخرين الذين كان يسعد معهم غالبا في الماضي.
الانهيدونيا الجسدية: وهذا النوع يتصف بعدم قدرة الشخص على الاستمتاع بالأحاسيس الجسدية، كأن يكون العناق بدون معنى، أو الطعام بدون طعم، أو حتى الأحداث التي كانت في العادة تنثر السعادة والفرح قد أصبحت بلا رائحة أو بلا رد فعل من المشاعر يوازي مقدارها حتّى أنّ المريض يفقد رغبته بالجنس ويعتبره أمرًا غير ممتعًا.
ما هي أسباب الانهيدونيا
ترتبط الانهيدونيا ارتباطًا وثيقًا بالاكتئاب ، ولكن لا يجب أن تكون مكتئبًا أو تشعر بالحزن حتى تصاب بها. كما أنها تؤثر على الأشخاص المصابين بأمراض عقلية أخرى ، مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب .
تظهر الانهيدونيا أيضا بقوة مع مرضى أختلال الآنية و تبدد الواقع حيث يرتبط عدم الشعور بالذات أو بالواقع "حيث يشعر وكأنه في حلم" الذى يصاب به مرضى اختلال الآنية بالانهيدونيا حيث عدم الشعور بأى شىء أو أى مشاعر بشكل مطلق ، يصف المريض إحساسه وقتها وكأنه قد أصبح مصمتا لا يظهر مهما حدث من أحداث .
الانهيدونيا.. تعرف علي ابشع درجات الاكتئاب
الدراسة ، التي أجراها باحثون في كلية الطب ، استخدمت عقار ezogabine لفتح قنوات البوتاسيوم KCNQ2 / 3 في أدمغة المشاركين. أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في أعراض الاكتئاب وانعدام التلذذ "انهيدونيا"
و نظرًا لأن انعدام التلذذ مرتبط بضعف الاستجابة للأدوية المضادة للاكتئاب ، والنتائج الإجمالية له تكون سيئة خصوصا وأنه يزيد من خطرالانتحار ، فإن هذه النتيجة مهمة بشكل خاص.
يقول المؤلف الرئيسي للورقة دكتور جيمس مورو أستاذ الطب النفسي وعلم الأعصاب
"دراستنا هي أول تجربة عشوائية مضبوطة لإظهار أن دواءً يؤثر على هذا النوع من القنوات الأيونية في الدماغ و يمكن أن يحسن الاكتئابوانعدام التلذذ لدى المرضى "أنهيدونيا"
"يمثل استهداف هذه القناة آلية عمل مختلفة تمامًا عن أي علاج مضاد للاكتئاب متوفر حاليًا."
اشتملت الدراسة على 45 مشاركًا يعانون من مستويات عالية من انعدام التلذذ وقسمتهم الدراسة إلى مجموعتين ، الدواء الوهمي وعقارإيزوجابين .
واستمر العلاج 5 أسابيع ، مع اتخاذ تدابير سريرية للاكتئاب وانعدام التلذذ في زيارات أسبوعية.
وعلى الرغم من أن الدراسة لم تشير إلي نتائج نهائية بعد 5 أسابيع ، إلا أنها وجدت أن المشاركين من مجموعة إيزوجابين قد شعروا بالكثيرمن التحسن على مقياس تقييم الاكتئاب مونتغمري - Åsberg (MADRS) ومقياس المتعة Snaith-Hamilton (SHAPS) ، مقارنة معالدواء الوهمي.
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقار إيزوجابين في عام 2011 كمضاد للصرع ، ولكن هذه أول دراسة تختبره كعلاج للاكتئاب.
يعمل الدواء على قناة KCQ2 / 3 ، التي تؤثر على وظيفة خلايا الدماغ من خلال تنظيم حركة الشحنات الكهربائية عبر أغشية الخلايا.
وكانت دراسة سابقة بقيادة المؤلف المشارك مينج هو هان قد في دراسة علي الفئران أن التغيرات في البوتاسيوم تحدد جزئيًا ما إذا كانتالفئران قد تظهر علامات الاكتئاب وانعدام التلذذ "الانهيدونيا"
وأن الفئران مع زيادة قنوات KCNQ2 / 3 في أدمغتهم قد بدت مقاومة الاكتئاب . عندما أعطيت الفئران عقاقير لزيادة نشاط قناةKCNQ2 ، لم تعد الفئران المكتئبة سابقًا تظهر سلوكيات اكتئابية.
قال مورو: "إن الفكرة الأساسية لمجموعة الدكتور هان بأن الدواء الذي يحاكي بشكل أساسي آلية مقاومة الإجهاد في الدماغ يمكن أنيمثل نهجًا جديدًا تمامًا لعلاج الاكتئاب كان مثيرًا للغاية بالنسبة لنا". وقد مهدت الطريق للدراسة الحالية.
و يقول هان عن الدراسة الحالية: "أعتقد أنه من العدل أن نقول إن معظمنا في فريق الدراسة فوجئ تمامًا بالحجم الكبير للتأثير المفيدللإيزوجابين على الأعراض السريرية عبر مقاييس متعددة متعلقة بالاكتئاب".
لقد شجعتنا هذه النتائج بشكل كبير والأمل الذي تقدمه لاحتمال تطوير علاجات جديدة وفعالة للاكتئاب والانهيدونيا والاضطرابات ذات الصلة".
المراجع:
تعليقات
إرسال تعليق